¨
آخر الأخبار


قصيدة الهمزية للإمام البوصيري


 قصيدة الهمزية للإمام البوصيري
t_90-03


كَيْفَ تَرْقَى رُقِيَّكَ الأَنْبِيَاءُ
يَا سَمَاءً مَا طَاوَلَتْهَا سمَاءُ
لَمْ يُسَاوُوكَ فِي عُلاَكَ وَقَدْحَا
لَ سَنىً مِنْكَ دُونَهُمْ وَسَنَاءُ
إِنَّمَا مَثَّلُوا صِفَاتِكَ لِلنَّاسِ كَمَا مَثَّلَ النُّجُومَ الْمَاءُ
أَنْتَ مِصْبَاحُ كُلِّ فَضْلٍ فَمَا تَصْدُر ُإِلاَّعَنْ ضَوْئِكَ الأَضْواءُ
لَكَ ذَاتُ الْعُلُومِ مِنْ عَالِمِ الْغَيْبِ وَمِنْهََا لآدَمَ الأَسْمَاءُ
لَمْ تَزَلْ فِي ضَمَائِر ِالْكَوْنِ تُخْتَارُ لَكَ الأُمَّهَاتُ وَالآبَاءُ
مَامَضَتْ فَتْرَةٌ مَنَ الرُّسْل إَلاَّبَشَّرَتْ قَوْمَهَا بِكَ الأَنْبِيَاءُ
تَتَبَاهَى بِكَ الْعُصُورُوَتَسْمُوبِكَ عَلْيَاءُ بَعْدَهَا عَلْيَاءُ
وَبَدَا لِلْوُجُودِ مِنكَ كَرِيمٌمِنْ كَرِيمٍ آبَاؤُهُ كُرَمَاءُ
نَسَبٌ تَحْسِبُ الْعُلاَ بِحُلاَهُقَلَّدَتْهَا نُجَومَهَا الْجَوْزَاءُ
حَبَّذَا عِقْدُ سُؤْدَدٍ وَفَخَارٍأَنْتَ فِيهِ الْيَتِيمَةُ الْعَصْمََاءُ
وَمُحَيّاً كَالشَّمْسِ مِنْكَ مُضِيءٌأَسْفَرَتْ عَنْهُ لَيْلَةٌٌ غَرَّاءُ
لَيْلَةُ الْمَوْلِدِ الذِي كَانَ لِلدِّينِ سُرُورٌ بِيَوْمِهِ وَازْدِهَاءُ
وَتَوَالَتْ بُشْرَى الْهَوَاتِفِ أَنْ قَدْوُلِدَالْمُصْطَفَى وَحَقَّ الْهَنَاءُ
وَتَدَاعَى إِيوَانُ كِسْرَى وَلَولاَآيَةٌ مِنْكَ مَا تَدَاعَى الْبِنَاءُ
وَغَدَا كُلُّ بَيْتِ نَارٍ وَفِيهِكُرْبَةٌ مِنْ خُمُودِهَا وَبَلاَءُ
وَعُيُونٌ لِلْفُرْسِ غَارَتْ فَهَلْ كَانَ لِنِيرَانِهِمْ بِهَا إِطْفَاءُ
مَوْلِدٌ كَانَ مِنْهُ فِي طَالِعِ الْكُفْرِ وَبَالٌ عَلَيْهِمُ وَوَبَاءُ
فَهَنِيئاً بِهِ لآمِنَةَ الْفَضْلُ الذِي شُرِّفَتْ بِهِ حَوَّاءُ
مَنْ لِحَوَّاءَ أَنَّهَاحَمَلَتْ أَحْمَدَ أَوْ أَنَّهَا بِهِ نُفَسَاءُ
يَوْمَ نَالَتْ بِوَضْعِهِ ابْنَةُ وَهْبٍمِنْ فَخَار ٍمَالَمْ تَنَلْهُ النِّسَاءُ
وَأَتَتْ قَوْمَهَا بِأَفْضَلَ مِمَّاحَمَلَتْ قَبْلُ مَرْيَمُ الْعَذْرَاءُ
شَمَّتَتْهُ الأَمْلاَكُ إِذْ وَضَعَتْهُوَشَفَتْنَا بِقَولِهَا الشَّفَّاءُ
رَافِعاًرَأْسَهُ وَفِي ذَلِكَ الرَّفْعِ إِلَى كُلِّ سُؤْدَدٍ إِيمَاءُ
رَامِقاًطَرْفُهُ السَّمَاءَ وَمَرْمَىعَيْنِ مَنْ شَأْنُهُ الْعُلُوُّ الْعَلاَءُ
وَتَدَلَّتْ زُهْرُ النُّجُومِ إَلَيْهِفَأَضَاءَتْ بِضَوْئِهَاالأَرْجَاءُ
وَتَرَاءتْ قُصِورُ قَيْصَرَ بالرُّومِ يَرَاهَامَنْ دَارُهُ الْبَطْحَاءُ
وَبَدَتْ فِي رَضَاعِهِ مُعْجِزِاتٌلَيْسَ فِيهَاعَنِ الْعُيُونِ خَفَاءُ
إِذْ أَبَتْهُ لِيُتْمِهِ مُرْضِعَاتٌقُلْنَ مَافِي الْيَتِيمِ عَنَّا غَنَاءُ
فَأَتَتْهُ مِنْ آلِ سَعْدٍ فَتَاةٌقَدْ أَبَتْهَا لِفَقْرِهَا الرُّضَعَاءُ
أَرْضًَعَتْهُ لِبَانَهَا فَسَقَتْهَاوَبَنِيهَا أَلْبَانهُنَّ الشَّاءُ
أَصْبَحَتْ شُوَلاًعِجَافاًوَأِمْسَتْمَا بِهَا شَائِلٌ وَلاَ عَجْفَاءُ
أَخْصَبَ الْعَيْشُ عِنْدَهَابَعْدَمَحْلٍإِذْ غَدَا لِلنَّبِيِّ مِنْهَا غِذَاءُ
يَا لَهَامِنَّةٌ لَقَدْ ضُوعِفَ الأَجْرُعَلَيْهَامِنْ جِنْسَهَاوَالْجَزَاءُ
وَإِذَا سَخَّرَ الإِلَهُ أُنَاساًلَسَعِيدٍ فَإِنَّهُمْ سُعَدَاءُ
حَبَّةٌ أَنْبَتَتْ سَنَابِلَ وَالْعَصْفُ لَدَيْهِ يَسْتَشْرِفُ الضُّعَفَاءُ
وَأَتَتْ جَدَّهُ وَقَدْ فَصَلَتْهُوَبِهَا مِنْ فِصَالِهِ الْبُرَحَاءُ
إِذْ أَحَاطَتْ بِهِ مَلاَئِكَةُ اللهِ فَظَنَّتْ بِأَنَّهُمْ قُرَنَاءُ
وَرَأَى وَجْدَهَابِهِ وَمِنَ الْوَجْدِلَهِيبٌ تَصْلَى بِهِ الأُحْشَاءُ
فَارَقَتْهُ كَرْهاً وَكَانَ لَدَيْهَاثَاوِياً لاَ يُمَلُّ مَنْهُ الثَّوَاءُ
شُقَّ عَنْ قَلْبِهِ وَأُخْرَجَ مِنْهُمُضْغَةٌ عِنْدَ غَسْلِهِ سَوْدَاءُ
خَتَمَتْهُ يُمْنَى الأَمِينِ وَقَدْ أُودِعَ مَا لُمْ تُذَعْ لَهُ أَنْبَاءُ
صَانَ أَسْرَارَهُ الْخِتَامُ فَلاَ الْفَضُّ مُلِمٌّ بِهِ وَلاَ الإِفْضَاءُ
أَلِفَ النُّسْكَ وَالْعِبَادَةَ وَالْخَلْوَةَ طِفْلاً وَهَكَذَا النُّجَبَاءُ
وَإِذَا حَلَّتِ الْهِدَايَةُ قَلْباًنَشِطَتْ لِلْعِبَادَةِ الأَعْضَاءُ
بَعَثَ اللهُ عِنْدَ مَبْعَثِهِ الشُّهْبَ حِرَاساًوَضَاقَ عَنْهَاالْفَضَاءُ
تَطْرُدُ الْجِنَّ عَنْ مَقَاعِد َللسَّمْعِ كَمَا تَطْرُدُ الذِّئَابَ الرِّعَاءُ
فَمَحَتْ آيَةَ الْكَهَانَةِ آيَاتٌ مِنَ الْوَحْيِ مَالَهُنَّ انْمِحَاءُ
وَرَأَتْهُ خَدِيجَةٌ وَالتُّقَى وَالزُّهْدُ فِيهِ سَجِيَّةٌ وَالْحَيَاءُ
وَأَتَاهَا أَنَّ الْغَمَامَةَ وَالسَّرْحَ أَظَلَّتْهُ مِنْهُمَا أَفْيَاءُ
وَأَحَادِيثُ أَنَّ وَعْدَ رَسُولِاللهِ بِالْبَعْثِ حَانَ مِنْهُ الْوَفَاءُ
فَدَعَتْهُ إِلَى الزَوَاجِ وَمَا أَحْسَنَ مَايَبْلُغُ الْمُنَى الأَذْكِيَاءُ
وَأَتَاهُ فِي بَيْتِهَا جَبْرَئِيلُوَلِذِي اللُّبِّ فِي الأُمُورِ ارْتِيَاءُ
فَأَمَاطَتْ عَنْهَاالْخِمارَلِتَدْرِيأَهُوَ الْوَحْيُ أَمْ هُوَ الإِغْمَاءُ
فَاخْتَفَى عِنْدَكَشْفِهَا الرَّأْسَ جِبْرِيلُ فَمَاعَادَ أَوْ أُعِيدَ الغِطَاءُ
فَاسْتَبَانَتْ خَدِيجَةٌ أَنَّهُ الْكَنْالذِي حَاوَلَتْهُ وَالكِيمْيَاءُ
ثُمَّ قَامَ النَّبِيُّ يَدْعُو إِلَى اللَّهوَفِي الْكُفْرِ نَجْدةٌ وَإِبَاءُ
أُمَماً أُشْرِبَتْ قُلُوبُهُمُ الْكُفْرِ فَدَاءُ الضّلاَلِ فِيهِْ عَيَاءُ
وَرَأَيْنَا آيَاتِه فَاهْتَديْنَاوَإِذَا الْحَقُّ جَاءَزَالَ الْمِرَاءُ
رَبِّ إِنَّ الْهُدَى هُدَاكَ وَآيَانُورٌ تَهْدِي بِهَا مَنْ تَشَاءُ
كَمْ رَأَيْنَامَالَيْسَ يَعْقِلُ قَدْ أُلْْهِمَ مَا لَيْسَ يُلْهَمُ الْعُقَلاَءُ
إِذْ أَبَى الْفِيلُ مَاأَتَى صَاحِبُ الْفِيلِ وَلَمْ يَنْفَعِ الْحِجَاوالذَّكَاءُ
والْجَمَادَاتُ أَفْصَحَتْ بِالذِي أُخْرِسَ عَنْهُ لأَحْمَدَالْفُصَحَاءُ
وَيْحَ قَوْمٍ جَفَوْا نَبِيّاً بِأَرْضٍأَلِفَتْهُ ضِبَابُهَا وَالظِّبَاءُ
وَسَلَوْهُ وَحَنَّ جِذْعٌ إِلَيْهِوَقَلَوْهُ وَوَدَّهُ الْغُرَباءُ
أخْرَجُوهُ مِنْهَا وَآوَاهُ غَارٌوَحَمَتْهُ حَمَامَةٌ وَرْقَاءُ
وَكَفَتْهُ بِنَسْجِهَا عَنْكَبُوتٌمَاكَفَتْهُ الْحَمَامَةُ الْحَصْدَاءُ
وَاخْتَفَى مِنْهُمُ عَلَى قُرْبِ مَرآهُ وَمِنْ شِدَّةِ الظُّهُورِالْخَفَاءُ
وَنَحَاالْمُصْطَفَى الْمَدِينَةَ وَاشْتَاقَتْ إِلَيْهِ مِنْ مَكَّةَ الأَنْحَاءُ
وَتَغَنَّتْ بِمَدْحِهِ الْجِنُّ حَتَّىأَطْرَبَ الإِنْسَ مِنْهُ ذَاكَ الْغِنَاءُ
واقْتَفَى إِثْرَهُ سُرَاقَةُ فَاسْتَهْوَتْهُ فِي الأَرْضِ صَافِنٌ جَرْدَاءُ
ثُمَّ نَادَاهُ بَعْدَمَا سِيمَتِ الْخَسْفَ وَقَدْ يُنْجِدُ الْغَرِيقَ النِّدَاءُ
فَطَوَى الأَرْضَ سَائِراً والسَّمَوَاتُ العُلاَ فَوْقَهَا لَهُ إِسْرَاءُ
فَصِفِ اللَّيْلَةَ التِي كَانَ لِلْمُخْتَارِ فِيهَا عَلَى البُرَاقِ اسْتِوَاءُ
وَتَرَقَّى بِهِ إِلَى قَابِ قَوْسَيْنِ وَتِلْكَ السِّيَّادَةُ الْقَعْسَاءُ
وَتَلَقَّى مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍكُلَّ شَمْسٍ مِنْ دُونِهِنَّ هَبَاءُ
زَاخِرَاتِ البِحَارِ تَعْجَزُ عَنْ إِدْرَاكِهَا الْعُلَمَاءُ وَالْحُكَمَاءُ
رُتَبٌ تَسْقُطُ الأَمَانِيُّ حَسْرَىدُونَهَا مَا وَرَاءَهُنَّ وَرَاءُ
ثُمَّ وَافَى يُحَدِّثُ الّنَّاسَ شُكْراًإِِذْ أَتَتْهُ مِنْ رَبّهِ النَّعْمَاءُ
وَتَحَدَّى فَارْتَابَ كُلُّ مُرِيبٍأَوَ يَبْقَى مَعَ السُّيُولِ الْغُثَاءُ
وَهْوَ يَدْعُو إلى الإِلَهِ وَإنْ شَقَّ عَلَيْهِ كُفْرٌ بِهِ وَازْدِرَاءُ
وَيَدُلُّ الْوَرَى عَلَى اللهِ بِالتّوْحِيدِ وَهْوَ الْمَحَجَّةُ الْبَيْضَاءُ
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ الله لاَنَتِْصَخْرَةٌ مِنْ إِبَائِهِمْ صَمَّاءُ
وَاسْتَجَابَتْ لَهُ بِنَصْرٍ وَفَتْحٍبَعْدَ ذَاكَ الْخَضْرَاءُ وَالْغَبْرَاءُ
وَأَطَاعَتْ لأَمْرِهِ الْعَرَبُ الْعَرْبَاءُ والْجَاهِلِيَّةُ الجَهْلاَءُ
وَتَوَالَتْ لِلْمُصْطَفَى الآيَةُ الْكُبْرَى عَلَيْهِمْ وَالْغَارَةُ الشَّعْوَاءُ
وَإِذَا مَا تَلاَ كِتَاباً مِنَ اللهتَلَتْهُ كَتِيبَةٌ خَضْرَاءُ
وَكَفَاهُ الْمُسْتَهْزِئِينَ وَكَمْ سَاءَ نَبِيّاً مِنْ قَوْمِهِ اسْتِهْزَاءُ
وَرَمَاهُمْ بِدَعْوَةٍ مِنْ فِنَاءِالْبَيْتِ فِيهَا لِلظَّالِمِينَ فَنَاءُ
خَمْسَةٌ كُلُّهُمْ أُصِيبُوا بِدَاءٍوالرَّدَى مِنْ جُنُودِهِ الأَدْوَاءُ
فَدَهَى الأَسْوَدَ بْنَ مُطَّلِبٍ أَيُّعَمىً مَيِّتٌ بِهِ الأَحْيَاءُ
وَدَهَى الأَسْوَدَ بْنَ عَبْدِ يَغُوثٍأَنْ سَقَاهُ كَأْسَ الرَّدَى اسْتِسْقَاءُ
وَأصَابَ الْوَلِيدَ خَدْشَةُ سَهْمٍقَصَّرَتْ عَنْهَا الْحَيَّةُ الرَّقْطَاءُ
وَقَضَتْ شَوْكَةٌ عَلَى مُهْجَةِ الْعَاصِي فَلِلَّهِ النَّقْعَةُ الشَّوْكَاءُ
وعَلَى الحارِثِ الْقُيُوحُ وَقَدْ سَالَ بِهَا رَأْسُهُ وَسَاءَ الْوِعَاءُ
خَمْسَةٌ طُهِرَتْ بِقَطْعِهِمُ الأَرْضُ فَكَفُّ الأَذَى بِهِمْ شَلاَّءُ
فُدِيَتْ خَمْسَةُ الَّصّحِيفَةِ بِالْخَمْةِ إِنْ كَانَ لِلْكِرَامِ فِدَاءُ
يَالَ أَمْرٍ أَتَاهُ بََعْدَ هِشَامٍزَمْعَةٌ إنَّهُ الْفَتَى الأَتَّاءُ
وَزُهَيرٌ والْمُطْعِمُ بْنُ عَديٍّوَأَبُو الْبُحْتُرِيِّ مِنْ حَيْثُ شَاءُوا
نَقَضُوا مُبْرَمَ الصَّحِيفَةِ إِذْ شَدَّتْ عَلَيْهِمْ مِنَ الْعِدَا الأَنْدَاءُ
أَذْكَرَتْنَا بِأَكْلِهَا أَكْلَ مِنْسَاةِ سُلَيْمَانَ الأَرْضَةُ الْخَرْسَاءُ
وَبِهَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ وَكَمْ أَخْرَجَ خَبْئاً لَهُ الغُيُوبُ خِبَاءُ
لاَ تَخَلْ جَانِبَ النَّبِيِّ مُضَاماًحِينَ مَسَّتْهُ مِنْهُمُ الأَسْوَاءُ
كُلُّ أَمْرٍ نَابَ النَّبِيئِينَ فَالشِّدَّةُ فِيهِ مَحْمُودَةٌ وَالرَّخَاءُ
لَوْ يَمَسُّ النُّظَارَ هَوْنٌ مِنَ النَّارِ لَمَا اخْتِيرَ للِنُّظَارِ الصِّلاَءُ
كَمْ يَدٍ عَنْ نَبِيِّهِ كَفَّهَا اللهوَفِي الْكُفْرِ نَجْدَةٌ وإِبَاءُ
إِذْ دَعَا وَحْدَهُ الْعِبَادَ وَأَمْسَتْمِنْهُ فِي كُلِّ مُقْلَةٍ أَقْذَاءُ
هَمَّ قَوْمٌ بِقَتْلِهِ فَأَبَى السَّيْفُ وَفَاءً وَفَاءَتِ الصَّفْوَاءُ
وَأَبُو جَهْلٍ إذْ رَأَى عُنُقَ الْفَحْلِ إِلَيْهِ كَأَنَّهُ الْعَنْقَاءُ
وَاقْتَضَاهُ النَّبِيُّ دَيْنَ الأَرَاشِيِّ وَقَدْ سَاءَ بَيْعُهُ وَالشِّرَاءُ
وَرَأَى الْمُصْطَفَى أَتَاهُ بِمَا لَمْيُنْجِ مِنْهُ دُونَ الْوَفَاءِ النَّجَاءُ
هُوَ مَا قَدْ رَآهُ مِنْ قَبْلُ لَكِنْمَا عَلَى مِثْلِهِ يُعَدُّ الْخَطَاءُ
وَأَعَدَّتْ حَمَّالَةُ الْحَطَبِ الْفِهْرَ وَجَاءَتْ كَأَنَّهَا الْعَنْقَاءُ
يَوْمَ جَاءَتْ غَضْبَى تَقولُ أَفِي مِثْلِيَ مِنْ أَحْمَدٍ يُقَالُ الهِجَاءُ
وَتَوَلَّتْ وَمَا رَأَتْهُ وَمِنْ أَيْنَ تَرَى الشَّمْسَ مُقْلَةٌ عَمْيَاءُ
ثُمَّ سَمَّتْ لَهُ الْيَهُودِيَةَ الشَّاةَ وَكَمْ سَامَ الشِّقْوَةَ الأَشْقِيَاءُ
فَأَذَاعَ الذِّرَاعُ مَا فِيهِ مِنْ سُمٍّ بِنُطْقٍ إِخْفَاؤُهُ إِبْدَاءُ
وَبِخُلْقٍ مِنَ النَّبِيِّ كَرِيمٍلَمْ تُقَاصَصْ بِجَرْحِهَا الْعَجْمَاءُ
مَنَّ فَضْلاً عَلَى هَوَازِنَ إِذْ كَانَ لَهُ قَبْلَ ذَاكَ فِيهِمْ رَبَاءُ
وَأَتَى السَّبْيُ فِيهِ أُخْتُ رَضَاعٍوَضَعَ الْكُفْرُ قَدْرَهَا والسِّبَاءُ
فَحَبَاهَا بِرّاً تَوَهَّمَتِ النَّاسُ بِهِ أَنَّمَا السِّبَاءُ هِدَاءُ
بَسَطَ المُصْطَفَى لَهَا مِنْ رِدَاءٍأَيُّ فَضْلٍ حَوَاهُ ذَاكَ الرّدَاءُ
فَغَدَتْ فِيهِ وَهْيَ سَيِّدَةُ النِّسْوَةِ وَالسَّيِّدَاتُ فِيهِ إِمَاءُ
فَتَنَزَّهْ فِي ذَاتِهِ وَمَعَانِيهِ اجْتِلاَءً إِنْ عَزَّ مِنْهَا اجْتِلاءُ
وَامْلإِ السَّمْعَ مِنْ مَحَاسِنَ يُمْلِيهَا عَلَيْكَ الإِنْشَادُ وَالإِنشَاءُ
كُلُّ وَصْفٍ لَهُ ابْتَدَأْتُ بِهِ اسْتَوْعَبَ أَخْبَارَ الْفَضْلِ مِنْهُ ابْتِدَاءُ
سَيِّدٌ ضِحْكُهُ التَّبَسُّمُ والْمَشْيُ الْهُوَيْنَا وَنَوْمُهُ الإِغْفَاءُ
مَا سِوَى خُلْقِهِ النَّسِيمُ وَلاَغَيْرِ مُحَيَّاهُ الرَّوْضَةِ الْغَنّاءُ
رَحْمَةٌ كُلُّهُ وَحَزْمٌ وَعَزْمٌوَوَقَارٌ وَعِصْمَةٌ وَحَيَاءُ
لاَتَحُلُّ الْبَأْسَاءُ مِنْهُ عُرَى الصَّبْرِ وَلاَ تَسْتَخِفُّهُ السَّرَّاءُ
كَرُمَتْ نَفْسُهُ فَمَا يَخْطُرُ السُّوءُ عَلَى قَلْبِهِ وَلاَ الْفَحْشَاءُ
عَظُمَتْ نِعْمَةُ الإِلَهِ عَلَيْهِفَاسْتُقِلَّتْ لِذِكْرِهِ الْعُظَمَاءُ
جَهِلَتْ قَوْمُهُ عَلَيْهِ فَأَغْضَىوَأَخُو الحِلْمِ دَأْبُهُ الإِغْضَاءُ
وَسِعَ الْعَالَمِينَ عِلْماً وَحِلْماَفَهْوَ بَحْرٌ لَمْ تُعْيِهِ الأَعْبَاءُ
مُسْتَقِلٌ دُنْيَاكَ أَنْ يُنْسَبَ الإِمْسَاكُ مِنْهَا إِلَيْهِ والإِعْطَاءُ
شَمْسُ فَضْلٍ تَحَقَّقَ الظَّنُّ فِيهِأَنَّهُ الشَّمْسُ رِفْعَةً وَالضِّيَاءُ
فَإِذَا مَا ضَحَا مَحَى نُورُهُ الظِّلَّ وَقَدْ أَثْبَتَ الظّلاَلَ الضَّحَاءُ
فَكَأَنَّ الْغَمَامَةَ اسْتَوْدَعَتْهُمَنْ أَظَلَّتْ مِنْ ظِلِّهِ الدُّفَفَاءُ
خَفِيَتْ عِنْدَهُ الْفَضَائِلُ وَانْجَابَتْ بِهِ عَنْ عُيُونِنَا الأَهْوَاءُ
أَمَعَ الصُّبْحِ لِلنُّجُومِ تَجَلٍّأَمْ مَعَ الشَّمْسِ لِلظَّلاَمِ بَقَاءُ
مُعْجِزُ الْقَوْلِ وَالْفِعَالِ كَرِيمُالْخَلْ
قِ وَالْخُلْقِ مُقْسِطٌ مِعْطَاءُ
لاَ تَقِسْ بِالنَّبِيِّ فِي الْفَضْلِ خَلْقاًفَهُوَ الْبَحْرُ وَالأَنَامُ إِضَاءُ
كُلُّ فَضْلٍ فِي الْعَالَمِينَ فَمِنْ فَضْلِ النَّبِيِّ اسْتَعَارَهُ الْفُضَلاَءُ
شُقَّ عَنْ صَدْرِهِ وَشُقَّ لَهُ الْبَدْرُ وَمِنْْ شَرْطِ كُلِّ شَرْطٍ جَزَاءُ



إقرأ أيضا

الموسوعة الاسلامية

الصحة ورعايتها

غرائب و عجائب